لما كانت التربية تضطلع بدور إعداد وتربية النشء لمواجهة الحاضر
والمستقبل ولما كان الحاضر دائم التغيير والمستقبل يتسم بالغموض ، لذا أصبح عليها
تزويد الفرد بالمعارف والمفاهيم والمهارات والاتجاهات وأساليب التفكير التي تساعده
على مواجهة التغييرات والتطورات المتلاحقة في المجتمع ، والتكيف مع متغيرات العصر ،
ومسايرة التطورات العلمية.
وتُعد
مادة التاريخ ذات أهمية بالغة لعمليات بناء المواطن ، فالتاريخ هو ذاكرة الأمة ،
ترجع إليه للاستفادة من الدروس والتجارب والخبرات التي يحتويها ، وقد أدركت الدول
المتقدمة والنامية أن التاريخ لم يعد مجرد مجال يستمتع القارئ بقراءة أحداثه وقصصه
، وإنما هو رصيد من الخبرة له وظائف عديدة ويمكن توظيفه لبناء عقل المواطن ووجدانه ، ولذلك فإن المتخصصين
بمناهج التاريخ وطرق تدريسه يسعون دائما وراء كل جديد من الممكن أن يساعد في تحقيق
أهداف مادة التاريخ ويزيد من فاعليتها .